رئيس مجلس الادارة و التحرير
نجلاء كمال

اغتيال يهز العملية السياسية: مقتل صفاء المشهداني بعبوة ناسفة في شمال بغداد

ابتسام تاج

الأربعاء, 15 أكتوبر, 2025

01:21 م

صفاء المشهداني

في جريمة بشعة أثارت صدمة واسعة في الأوساط السياسية والشعبية، أُعلن فجر الأربعاء 15 أكتوبر 2025، عن مقتل صفاء المشهداني، عضو مجلس محافظة بغداد والمرشح للانتخابات البرلمانية عن "تحالف السيادة"، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في قضاء الطارمية شمالي بغداد، مما أسفر أيضًا عن إصابة ثلاثة من أفراد حمايته بجروح متوسطة.

الضحية، الذي كان يُعد وجهًا سياسيًا شابًا يُعرف بمكافحته للفساد والإرهاب، قُتل على الفور أثناء عودته من جولة ميدانية في المنطقة، حيث التقى أهالي الطارمية متعهدًا بتحسين البنية التحتية والخدمات، مما يجعل الجريمة تبدو ذات دوافع سياسية واضحة. 

شهدت المنطقة، الواقعة على بعد 20 كم شمال العاصمة، انفجارًا قويًا أدى إلى تدمير السيارة الخاصة بالمرشح، وفقًا لتقارير الدفاع المدني التي هرعت إلى الموقع لإخماد الحريق الناتج.

أفاد شهود عيان بأن العبوة كانت مدفونة أسفل الطريق، وأُطلقت عن بعد، مما يشير إلى تخطيط احترافي.

المصادر الأمنية أكدت أن الضحية كان يقود سيارته الخاصة مع حمايته، وأن الإصابات لم تكن خطيرة، لكن التحقيقات الأولية أثارت مخاوف من عودة "شبح العنف السياسي" قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر 2025، حيث يُعد المشهداني مرشحًا قويًا في دائرة حي الضباط. 

أثار الاغتيال موجة غضب وتنديد رسميًا وشعبيًا، حيث أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تشكيل "فريق عمل جنائي ولجنة تحقيقية عليا" لكشف الجناة، مشددًا على أن "الدولة لن تتهاون مع الإرهابيين".

كما تعهد رئيس البرلمان محمود المشهداني – الذي يحمل نفس اللقب العائلي – بتشكيل لجنة برلمانية لمتابعة التحقيقات، قائلًا: "سنكشف المتورطين ونقدمهم للعدالة"، وداعيًا الحكومة إلى الإجراءات السريعة لمنع تكرار مثل هذه الجرائم. 

 أما مجلس محافظة بغداد، فقد أعلن الحداد لمدة 3 أيام، واصفًا المشهداني بـ"الشخصية المضحية التي قاومت الإرهاب والفساد"، مع تأجيل جلساته الرسمية. 

الضحية، صفاء حجازي المشهداني (45 عامًا)، كان عضوًا في مجلس محافظة بغداد منذ 2021، ويُعرف بنشاطه الإصلاحي ضد الفساد في المناطق الشعبية، ومرشحًا للبرلمان عن تحالف السيادة، الذي يضم قوى سياسية معارضة للتأثير الإيراني.

روى مناصروه تفاصيل اللحظة: "كان يعود من جولة انتخابية عندما انفجر الشارع، وتحولت السيارة إلى رماد"، محمّلين الجهات الأمنية مسؤولية التقصير، ومطالبين بكشف المتورطين الذين يُعتقد أنهم من "جماعات إرهابية" أو "خصوم سياسيين". 

انتشرت على "إكس" (تويتر سابقًا) فيديوهات وصور للحظات الانفجار، مع هاشتاج #صفاء_المشهداني يتصدر الترند، حيث غُمر بالدعاء والتنديد، ووصفها الناشطون بـ"عودة الاغتيالات السياسية"، مشيرين إلى أنها تهدد الانتخابات القادمة. 

 هذا الاغتيال الثالث لمرشحين في 2025، يُعيد إلى الأذهان سنوات الإرهاب، ويثير تساؤلات حول أمن الانتخابات. هل تكشف التحقيقات الجناة، أم يُضعف الاغتيال الديمقراطية العراقية؟ العراق ينتظر العدالة