رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

هل يرسل ترامب قوات أمريكية لغزة لطرد سكان القطاع بالقوة؟

المصير

الأربعاء, 5 فبراير, 2025

09:18 ص


منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ سياسات أكثر تطرفًا تجاه الشرق الأوسط، خصوصًا فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وبينما يراهن على دعم غير مشروط لإسرائيل، جاءت تصريحاته الأخيرة حول غزة لتكشف عن مشروع خطير يهدد مصير الفلسطينيين في القطاع.

في حديثه مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن، قال ترامب بوضوح: "سنسيطر على غزة. الولايات المتحدة ستأخذ زمام الأمور هناك. سوف نمتلكه، نفكك القنابل غير المنفجرة، ونسوي الأرض، ونقيم تنمية اقتصادية."

هذا الإعلان ليس مجرد خطاب سياسي، بل يشير إلى سيناريو مرعب قد يصل إلى تدخل عسكري أمريكي مباشر، بهدف إعادة رسم خارطة غزة ديموغرافيًا واقتصاديًا، بما يخدم مصالح واشنطن وتل أبيب.

ماذا يعني "امتلاك غزة" في قاموس ترامب؟

التعبير الذي استخدمه ترامب عندما قال "سنمتلك غزة" يحمل دلالات استعمارية خطيرة. فالولايات المتحدة لم تكن يومًا طرفًا مباشرًا في إدارة غزة، ولم تكن واشنطن معنية يومًا بمصير سكانها إلا من خلال دعم إسرائيل في حصارها عليهم. ولكن أن يتحدث رئيس أمريكي عن السيطرة الكاملة على القطاع، فهذا يعكس تحولات جذرية في السياسة الأمريكية، تعيد للأذهان نماذج الاحتلال العسكري التي شهدها العراق وأفغانستان.

ترامب، بعقليته التجارية، لا يرى غزة سوى بقعة أرض يمكن إعادة تشكيلها بما يتناسب مع مصالحه. فهو يدرك أن القطاع يمتلك موقعًا بحريًا استراتيجيًا، ولطالما صرح بأن غزة تملك "بحرًا رائعًا ومناخًا مثاليًا"، مما يثير التساؤلات حول نواياه الحقيقية: هل يسعى لاحتلال غزة تحت ذريعة التنمية الاقتصادية؟ أم أن الهدف الأساسي هو تنفيذ خطة ترحيل سكانها بالقوة؟

لماذا يصر ترامب على تهجير سكان غزة؟

إصرار ترامب على البحث عن دولة تستقبل سكان غزة، بعد رفض مصر والأردن توطينهم، يؤكد أن هناك مشروعًا قائمًا لإفراغ القطاع من أهله. هذا السيناريو يخدم عدة أهداف:

1. تصفية القضية الفلسطينية
وجود الفلسطينيين في غزة يظل عقبة أمام إسرائيل لتحقيق أهدافها التوسعية، وتهجيرهم يعني إزالة أحد أكبر التحديات أمام مشروع "إسرائيل الكبرى".


2. تحويل غزة إلى مستعمرة اقتصادية
إذا تم تفريغ غزة من سكانها، فسيكون بالإمكان تحويلها إلى منطقة استثمارية ضخمة، يستفيد منها رجال الأعمال الأمريكيون والإسرائيليون، تحت مظلة "إعادة الإعمار".


3. إرضاء اليمين المسيحي الصهيوني
ترامب يعتمد في حكمه على دعم المسيحية الصهيونية، التي تؤمن بأن السيطرة على الأراضي الفلسطينية ضرورة دينية، ويرى في مخطط التهجير جزءًا من تنفيذ نبوءاتهم الدينية.

 

هل يرسل ترامب قوات أمريكية إلى غزة؟

إرسال قوات أمريكية إلى غزة قد يبدو مستبعدًا للوهلة الأولى، لكن بالنظر إلى تصريحات ترامب وسوابق التدخلات الأمريكية، فإن هذا السيناريو لا يمكن تجاهله تمامًا. هناك عدة طرق قد تلجأ إليها واشنطن لفرض سيطرتها على غزة:

دعم عملية عسكرية إسرائيلية واسعة، يليها تدخل أمريكي مباشر بحجة إعادة الاستقرار.

نشر قوات تحت غطاء "حفظ السلام"، لكنها عمليًا ستكون قوة احتلال أمريكية جديدة.

استخدام شركات أمنية خاصة، مثل "بلاك ووتر"، لتنفيذ عمليات الترحيل القسري بعيدًا عن الأنظار.


هل غزة على طريق الاحتلال الأمريكي؟

إذا كان ترامب جادًا في تصريحاته، فهذا يعني أن واشنطن تستعد لفرض واقع جديد في غزة، قد يبدأ بفرض منطقة أمنية تحت الإدارة الأمريكية، ثم يتطور إلى مشروع اقتصادي ضخم يهدف إلى إعادة هيكلة القطاع بالكامل. ولكن كما أثبت التاريخ، غزة ليست لقمة سائغة، وأي محاولة أمريكية للهيمنة عليها ستواجه مقاومة عنيفة، ولن تكون مجرد نزهة سياسية لترامب.

ما يجري ليس مجرد خطة اقتصادية، بل مؤامرة كبرى تهدد بقاء الفلسطينيين على أرضهم، تحت غطاء "الإعمار والتنمية"، وهو مخطط يجب التصدي له قبل فوات الأوان.