أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن العمرة من الشعائر العظيمة التي تُكفّر السيئات وتزيد في الحسنات، مستندًا إلى الحديث الشريف الذي قال فيه النبي ﷺ: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ». [متفق عليه]، مشيرًا إلى أن العمرة ليست محددة بزمان أو مكان، ويمكن تكرارها في أي وقت.
وأوضح الأزهر أن العمرة ليست مثل الحج الذي له ميقات مكاني وزماني محدد، بل هي عبادة غير مقيدة بزمن معين، ويمكن أداءها في أي وقت، تمامًا كما يصح صيام النفل أو الصلاة النافلة. وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: "ولا بأس أن يعتمر في السنة مرارًا" [المغني لابن قدامة (3/ 220)]، بينما أشار الإمام ابن حجر إلى أن الحديث الشريف الذي يربط بين العمرة والعمرة يدل على استحباب تكرار العمرة وزيادتها في السنة، مخالفًا لمن قالوا إن تكرار العمرة أكثر من مرة في السنة مكروه [فتح الباري لابن حجر (3/ 598)].
وفيما يتعلق بتكرار العمرة في السفرية الواحدة أو في اليوم الواحد، أكد الأزهر أنه يجوز للمسلم أداء العمرة عدة مرات في السفر الواحد، كما يمكن أداء العمرة بشكل متتابع في اليوم الواحد. وأوضح أن هذا استنادًا إلى قول رسول الله ﷺ: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ الْمُتَابِعَةَ بَيْنَهُمَا تَنْفِي الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ» [أخرجه ابن ماجه].
وبالنسبة لمن يرغب في تكرار العمرة في السفر الواحد، أكد الأزهر أنه يجب عليه الخروج إلى أدنى الحِل مثل "التنعيم" أو "عرفات" أو "الجعرانة" ليحرم بعمرة جديدة، كما أوضح الإمام النووي رحمه الله، مستندًا إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها عندما أمرها النبي ﷺ بالخروج إلى التنعيم لتحرم منه بعمرة جديدة [شرح النووي على مسلم (8/ 85)].