رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

القلق جزء طبيعي من الحياة... والعلاج الروحي يساعد في تخفيفه

المصير

الخميس, 23 يناير, 2025

02:01 م

أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، في حديثه عن مشاعر القلق التي ترافق الإنسان، أن القلق جزء طبيعي من حياة كل فرد، موضحًا أن القلق يظهر في صور مختلفة، مثل القلق بشأن المستقبل، والأبناء، والرزق، والعمر، أو الموت.

وأضاف أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن القلق يعد مشاعر ترافق الإنسان طوال حياته، مشيرًا إلى أنه لا يوجد شخص يستيقظ في الصباح ويظل طوال اليوم دون أن يشعر بشيء من القلق.

وأشار إلى أن القلق، في بعض الأحيان، يؤدي دورًا مفيدًا، إذ يحمي الإنسان من المخاطر ويحفزه على الحذر واليقظة في مواجهة التحديات. ويرتبط هذا القلق بجهاز الإنذار الطبيعي في الدماغ، الذي يتكون من الأميجدالا (اللوزتين) التي تنبه الجسم إلى الخطر.

وشدد على أنه في حالات القلق المرضي، مثل نوبات الهلع، يحدث زيادة مفرطة في نشاط هذا الجهاز، مما يؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي بشكل مفرط ويؤثر سلبًا على حياة الشخص. وفي هذه الحالة، يصبح القلق مفرطًا لدرجة أنه يؤثر على قدرة الشخص على التعامل مع المواقف اليومية.

وأضاف أن العلاج في هذه الحالات يتطلب مجموعة من التدخلات، مثل العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج الدوائي، وتقنيات الاسترخاء والتنفس. موضحًا أن من بين الوسائل التي تساعد في التحكم بالقلق هي الأعمال الدينية التي تهدئ النفس وتُخفف من القلق، وقال: "الذكر، الصلاة، حفظ الأمانة، الصدقة، وكل أعمال الخير تساهم في تخفيف درجة القلق".

وأشار إلى أن ذكر الله في حياة المسلم له تأثير كبير في منح الطمأنينة، مستشهدًا بآية القرآن الكريم: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، موضحًا أن هذا يمثل العلاج الروحي الذي يمكن أن يساعد في تخفيف القلق الوجودي، مثل القلق بشأن المال أو المستقبل، ويعيد الإنسان إلى حالة من الاستقرار النفسي.

وأكد المهدي أن الأمل والاستقرار لا يتحققان إلا من خلال مزيج من العلاج النفسي والعلاج الروحي، مشيرًا إلى أن الإنسان يجب أن يسعى دائمًا لتحقيق التوازن بين مشاعره والتزاماته الدينية والروحية.