تستعد نقابة الصحفيين في مصر لمعركة انتخابية ساخنة على مقعد النقيب و6 مقاعد في مجلس النقابة، مع اقتراب موعد الانتخابات المقرر إجراؤها مطلع أبريل المقبل. المنافسة تبدو مشتعلة بشكل غير مسبوق، خصوصًا مع دخول وجوه بارزة إلى السباق، وتصاعد التكهنات حول التحالفات التي ستُحدد مستقبل النقابة.
النقيب بين البلشي وسلامة
خالد البلشي، النقيب الحالي، الذي يُعتبر أحد أبرز رموز تيار الاستقلال النقابي، بدا وكأنه في طريقه للفوز بولاية جديدة، خصوصًا بعد إدارته للنقابة بطريقة متميزة نجحت في تقديم خدمات ملموسة للصحفيين مع الحفاظ على توازن العلاقة مع الدولة.
لكن المفاجأة جاءت مع إعلان عبد المحسن سلامة، النقيب الأسبق ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام السابق، نيته خوض الانتخابات على مقعد النقيب. ظهور سلامة أشعل المنافسة وأثار تساؤلات حول كونه مرشحًا مدعومًا من جهات حكومية أم أنه يخوض السباق بصفته مستقلًا.
مصادر داخل النقابة أشارت إلى أن دخول سلامة قد يُحدث انقسامًا كبيرًا بين الصحفيين، حيث يُرجّح أن تحظى حملته بدعم قوي من مؤسسة الأهرام، مما يزيد من صعوبة المعركة على خالد البلشي.
عودة محمد شبانة إلى المشهد
محمد شبانة، عضو مجلس الشيوخ وسكرتير عام النقابة الأسبق، يدرس أيضًا خوض الانتخابات مجددًا بعد غياب منذ خسارته في الانتخابات الماضية، التي وُصفت بأنها سقوط مدوٍ.
تراجع شعبية شبانة في الانتخابات السابقة كان بسبب قرار أثار غضب الصحفيين، حيث قام بتعليق سقالات على مدخل النقابة لمدة تجاوزت 3 أعوام، مما جعل النقابة تبدو كمكان مهجور وغير لائق.
مصادر مقربة من شبانة كشفت أنه يطمح للعودة للنقابة بهدف "غسل سمعته" وإصلاح صورته أمام الصحفيين، لكن يبقى السؤال حول مدى قدرته على استعادة ثقة الجمعية العمومية.
منافسة شرسة على مقاعد العضوية
المعركة على مقاعد المجلس لا تقل سخونة، مع ظهور أسماء قوية تتنافس على 3 مقاعد فوق السن و3 اخري تحت السن
فوق السن: المنافسة تدور بين محمد خراجة، المعروف بعلاقاته الواسعة، ومحمد سعد عبد الحفيظ، وعمرو بدر، وحسين الزناتي، وممدوح الصغير.
تحت السن: يشهد السباق تنافسًا بين أيمن عبد المجيد، دعاء النجار، فيولا فهمي، وإيمان عوف.
أزمة تيار الاستقلال النقابي
تيار الاستقلال النقابي يواجه تحديًا كبيرًا بسبب تعدد مرشحيه، مما يُهدد بتفتيت أصواته. يمتلك التيار 5 مرشحين بارزين:
فوق السن: محمد سعد عبد الحفيظ وعمرو بدر.
تحت السن: فيولا فهمي، إيمان عوف، ودعاء النجار.
هذا العدد الكبير من المرشحين يُضعف فرص التيار، في مواجهة مرشحين مستقلين يتمتعون بشعبية كبيرة ودعم قوي من المؤسسات الصحفية الكبرى.
معركة انتخابية ساخنة
انتخابات النقابة القادمة تُعد واحدة من أصعب المعارك الانتخابية في تاريخ النقابة، حيث تتشابك فيها المصالح والتحالفات، ويتداخل فيها البُعد المهني مع السياسي.
عودة عبد المحسن سلامة، واحتمالية ترشح محمد شبانة، مع وجود خالد البلشي كمرشح قوي مدعوم من تيار الاستقلال، يجعل المنافسة على مقعد النقيب غير محسومة. في الوقت نفسه، المنافسة على مقاعد العضوية تزداد حدة، وسط تطلعات الصحفيين لتحسين أوضاعهم المهنية والمادية.
معركة مستقبل النقابة
انتخابات أبريل ليست مجرد صراع على المناصب، بل هي معركة حول مستقبل النقابة ودورها في حماية حقوق الصحفيين والدفاع عن حرية الصحافة. النتائج ستُحدد المسار الذي ستسلكه النقابة في السنوات المقبلة، وستعكس رؤية الجمعية العمومية تجاه قيادتها في ظل التحديات التي تواجه المهنة.