يتزامن اليوم، مع الذكرى الـ136 لميلاد الفنان نجيب الريحاني، الذي أبدع في رسم البسمة على وجوه الجماهير وأبكاهم بأدواره الفنية المتنوعة. تعلمت أجيال متعاقبة من أعماله الخالدة التي ما زالت تحيا في ذاكرة السينما المصرية. نستعرض في هذا التقرير ملامح من مذكراته وأسراره التي قد تكون خفية على كثيرين.
نجيب الريحاني، المولود في 21 يناير 1889، أسس نهجًا جديدًا في الكوميديا يمزج بين الواقع والحياة اليومية، ما جعل أعماله قريبة من قلوب المصريين. وُلد في حي باب الشعرية بالقاهرة لأب عراقي وأم مصرية، وهو خليط ثقافي انعكس بوضوح على شخصيته وأعماله الفنية. تمكن الريحاني من إبداع لون جديد من الكوميديا ما زال حاضرًا في أذهان الأجيال الحالية.
على الرغم من الشائعات التي طالت ديانته، حيث اعتقد البعض أنه يهودي، إلا أن الحقيقة تؤكد أنه كان مسلمًا من أم مسيحية. تزوج من الراقصة بديعة مصابني، وبدأ رحلته الفنية في سن مبكرة بالانضمام إلى فرقة جورج أبيض، حيث قدم مجموعة من أبرز الأعمال. ارتبط اسمه بشراكة فنية ناجحة مع المؤلف بديع خيري، وأثمرت هذه الشراكة عن أعمال خالدة، منها فيلم "غزل البنات".
واجه الريحاني تحديات قاسية في بداية حياته، خاصة بعد فصله من عمله بشركة السكر، حيث عانى الجوع وقضى 48 ساعة بلا مأوى. كانت مقهى "قهوة الفن" ملاذه، وهناك أسس أولى خطواته في عالم الكوميديا، ليصبح أحد أعظم الفنانين في تاريخ الفن المصري والعربي. رحلة الريحاني كانت مليئة بالتعب، لكنها صنعت إرثًا لا يُنسى.