في خطوة مثيرة للغاية ، أثار رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدلاً واسعاً بإعلانه أن حركة "حماس" تراجعت عن بعض تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى في غزة. هذا الإعلان جاء في وقت كان العالم بأسره قد استبشر بإعلان التوصل إلى الاتفاق، حيث أكدت ذلك قطر ومصر والولايات المتحدة، إلى جانب حماس نفسها.
اتهامات متبادلة.. وتأجيل في الحسم
صرح نتنياهو، في بيان رسمي، أن "حماس تحاول انتزاع تنازلات إضافية في اللحظة الأخيرة"، وأن الحكومة الإسرائيلية لن توافق على الصفقة حتى يتم تأكيد قبول الحركة بجميع البنود المتفق عليها. كما وجّه تعليماته للفريق التفاوضي الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة بضرورة "التمسك بالتفاهمات التي تم التوصل إليها ورفض أي محاولات ابتزاز".
هذه التصريحات جاءت في وقت أعلنت فيه قطر، عبر وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن التوصل إلى الاتفاق، مشيراً إلى أن الصفقة تضمنت وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين الطرفين.
تفاصيل الصفقة المتفق عليها
تتضمن المرحلة الأولى من الصفقة إطلاق سراح:
1. 250 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام المؤبدة.
2. 400 أسير من ذوي الأحكام العالية.
3. 1000 أسير اعتقلوا بعد أحداث 7 أكتوبر.
4. جميع الأسرى الذين أعيد اعتقالهم من صفقة "شاليط".
5. النساء والأطفال المحتجزين.
في المقابل، ستفرج "حماس" عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها منذ بداية الحرب، وهو ما يشكل أحد المطالب الأساسية لإسرائيل منذ بدء العمليات.
هل يتراجع نتنياهو عن الاتفاق؟
رغم الإعلان الرسمي من عدة جهات دولية وإقليمية عن إتمام الصفقة، يظل احتمال تراجع نتنياهو في اللحظة الأخيرة قائماً، خاصة في ظل الضغوط الداخلية التي يواجهها على الساحة السياسية الإسرائيلية من قبل اليمين المتطرف .
و قد يسعي نتنياهو لعدم تقديم تنازلات كبرى لحماس لتعزيز صورته كزعيم قوي ومفاوض لا يقبل الإملاءات، خاصة وأن الحرب الأخيرة في غزة كشفت عن ثغرات كبيرة في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه المقاومة الفلسطينية.
ماذا لو تراجع نتنياهو؟
إذا أقدم نتنياهو على التراجع عن الصفقة في اللحظة الأخيرة، فإنه قد يضع حلفاءه الدوليين، مثل الولايات المتحدة ، في موقف حرج أمام العالم. فالصفقة ليست مجرد تفاهم بين إسرائيل وحماس، بل تمثل نقطة إجماع دولي على ضرورة إنهاء القتال وإعادة الاستقرار للمنطقة.
من جهة أخرى، فإن التراجع سيضع نتنياهو في مواجهة مباشرة مع المقاومة الفلسطينية، التي أكدت أن هذا الاتفاق هو ثمرة "الصمود الأسطوري" لشعب غزة. قد يدفع ذلك إلى جولة جديدة من التصعيد العسكري، وهو ما سيزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي.
بين الاتهامات المتبادلة وحسابات اللحظة الأخيرة، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع نتنياهو تحمل عواقب التراجع عن اتفاق أعلنت عنه جهات دولية كبرى؟ أم أن الضغط الدولي، إلى جانب تصاعد قدرات المقاومة الفلسطينية، سيجبره على المضي قدماً في الصفقة؟