في تصعيد نوعي جديد، أظهرت المقاومة الفلسطينية خلال الـ48 ساعة الماضية قدرة غير مسبوقة على إرباك الجيش الإسرائيلي، بتنفيذ عمليات نوعية أثبتت مرة أخرى عجز تل أبيب عن مواجهة تكتيكات المقاومة. هذه التطورات أجبرت إسرائيل على إعادة النظر في خططها الاستراتيجية، حيث أشارت القناة 12 العبرية إلى أن حكومة نتنياهو تدرس تقليص مراحل صفقة التهدئة المحتملة إلى مرحلتين فقط، بهدف تسريع استعادة الجنود المخطوفين.
تفاصيل العمليات النوعية
أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بمقتل طاقم كامل من لواء "ناحال" في معركة بيت حانون شمال قطاع غزة. الحادث وقع أثناء تنفيذ الجنود لعملية هندسية، عندما انفجر مبنى كانوا يتمركزون فيه، مما أدى إلى مقتل 5 جنود وإصابة 8 آخرين بجروح خطيرة، ليصل إجمالي قتلى وجرحى كتيبة الاستطلاع إلى 13 من أصل 17 فردًا.
هذه الضربة تأتي بعد سلسلة عمليات نفذتها المقاومة بطرق مبتكرة وغير متوقعة، مما أسفر عن خسائر فادحة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
نتنياهو تحت الضغط
رغم محاولات بنيامين نتنياهو إقناع الإسرائيليين والعالم بأن طوفان الأقصى قضى على قدرات المقاومة، تشير الأحداث الأخيرة إلى العكس تمامًا. العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة خلال الأيام الماضية أكدت قدرتها على استعادة زمام المبادرة، وأعادت إلى الأذهان فشل نتنياهو في الوفاء بوعوده بالقضاء التام على حماس.
أسباب التفوق الفلسطيني
1. تكتيكات المقاومة: استخدام استراتيجيات مفاجئة تعتمد على الهندسة الحربية والكمائن المحكمة.
2. الروح المعنوية العالية: التماسك بين المقاتلين والقدرة على تنفيذ العمليات بفعالية.
3. دعم شعبي متواصل: الالتفاف الشعبي حول المقاومة يمنحها مرونة كبيرة في المناورة.
4. الاستخبارات الدقيقة: القدرة على استهداف مواقع حساسة للجيش الإسرائيلي.
إسرائيل وتغيير استراتيجيتها
بحسب القناة 12 العبرية، يدرس المسؤولون الإسرائيليون تقليص صفقة التهدئة إلى مرحلتين بدلاً من ثلاث، في محاولة لتسريع استعادة الجنود المخطوفين وتجنب المزيد من الضغوط الشعبية والسياسية.
ما يحدث في غزة يمثل تحولًا جوهريًا في معادلة الصراع. المقاومة استطاعت استنزاف قدرات الجيش الإسرائيلي على عدة مستويات، مما وضع نتنياهو في موقف دفاعي داخليًا وخارجيًا. الحديث عن تقليص مراحل صفقة التهدئة يعكس خوف إسرائيل من تصاعد العمليات النوعية للمقاومة، وإدراكها أن استمرار الصراع الحالي يهدد بتفاقم خسائرها.
المقاومة في غزة تثبت يومًا بعد يوم قدرتها على تغيير قواعد اللعبة، لتؤكد أن خيار المقاومة لا يزال الأقوى في مواجهة الاحتلال. وفي المقابل، يبدو أن إسرائيل أمام اختبار صعب قد يعيد رسم المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.