رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

لأول مرة ..  أمير قطر يستقبل وفد حماس لبحث صفقة الأسرى..والدراوي يؤكد الإعلان عنها غدًا

المصير

الإثنين, 13 يناير, 2025

08:27 م

تحركات ماراثونية ومفاوضات حساسة
في خطوة غير مسبوقة على صعيد الوساطة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفدًا من حركة حماس برئاسة خليل الحية، لبحث تفاصيل صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. الإعلان عن هذا اللقاء جاء مساء الاثنين عبر الديوان الأميري القطري، الذي أكد أن الأمير استعرض مع وفد حماس مستجدات المفاوضات الهادفة إلى تحقيق تهدئة طويلة الأمد.

المفاوضات، التي تجري على وقع التوتر الإقليمي والضغوط الدولية، تسعى إلى إنهاء الحرب القائمة عبر صفقة متكاملة تشمل تبادل الأسرى بين الطرفين، مع تسهيلات إنسانية واقتصادية للقطاع المحاصر.

الدلالات السياسية لاستقبال أمير قطر لوفد حماس
زيارة وفد حماس إلى الدوحة ولقاؤه المباشر مع أمير قطر يحمل دلالات سياسية هامة، تعكس التحول في ديناميكيات الوساطة القطرية. هذه الخطوة تؤكد دور قطر كوسيط رئيسي في ملف غزة، خاصةً مع تصاعد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية للإفراج عن الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

من جهة أخرى، فإن اللقاء يأتي في ظل تهديدات متكررة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي صرح في حملته الانتخابية أن الشرق الأوسط قد يتحول إلى "جحيم" إذا لم تُحل قضية الجنود الإسرائيليين. هذا التصريح دفع جميع الأطراف إلى تكثيف جهودهم لتجنب تصعيد إضافي مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

تفاصيل الصفقة: ثلاث مراحل محورية
بحسب تصريحات إبراهيم الدراوي، الصحفي المتخصص في الشأن الفلسطيني، فإن الصفقة المرتقبة ستُعلن غدًا الثلاثاء، حيث شهدت مفاوضات الدوحة تقدمًا كبيرًا وصولًا إلى النقاط النهائية في جميع الملفات العالقة. وأشار الدراوي إلى أن الصفقة ستُنفذ على ثلاث مراحل:

1. المرحلة الأولى: تشمل وقف إطلاق النار وخروج القوات الإسرائيلية من محاور استراتيجية مثل نتساريم، بالإضافة إلى الإفراج عن 3,000 أسير فلسطيني، من بينهم قادة بارزون كأحمد سعدات ومروان البرغوثي.


2. المرحلتان الثانية والثالثة: تركزان على تسهيل إعادة الإعمار في غزة، وتوسيع نطاق التبادل ليشمل أسرى إضافيين، إلى جانب ضمانات دولية لعدم انهيار التهدئة.

الضغوط الداخلية والخارجية
من جانبها، تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا هائلة من القوى المتطرفة داخل الكنيست، خاصةً وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي أبدى تحفظاته على الصفقة. ومع ذلك، تمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إقناع بن غفير وأعضاء حكومته المتشددين بضرورة إتمام الصفقة، خاصة في ظل رغبة إسرائيل في كسب دعم إدارة ترامب المرتقبة، التي تعتبر المواجهة مع إيران أولوية استراتيجية.

اتصالات أمريكية مكثفة
في سياق متصل، تلقى أمير قطر اتصالًا من الرئيس الأمريكي جو بايدن لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة والجهود القطرية لإنهاء الحرب. كما استقبل مبعوثًا خاصًا من الرئيس المنتخب ترامب ومنسق شؤون الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي الأمريكي، مما يعكس الثقل الدولي الذي تحمله هذه المفاوضات.


المفاوضات الجارية في الدوحة تمثل أملًا حقيقيًا لتحقيق تهدئة مستدامة في غزة وإنهاء معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين. ولكن، يبقى التساؤل: هل ستنجح هذه الصفقة في الصمود أمام الضغوط الداخلية والخارجية؟ وهل ستغير التحركات القطرية من قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟ الأيام القادمة وحدها ستجيب.