نفى مصدر مصري مسؤول بشكل قاطع صحة التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي تحدثت عن استعدادات مصرية للتدخل العسكري في اليمن، في إطار عملية عسكرية مزعومة تشترك فيها إسرائيل ضد الحوثيين، أطلق عليها اسم "عملية النور". وأكد المصدر أن هذه الادعاءات "مضللة" و"عارية تمامًا عن الصحة"، مشددًا على أن مصر تتمسك بسياساتها الرافضة لأي تدخل عسكري في اليمن.
التقارير الإسرائيلية وتفاصيل عملية "النور"
كانت تقارير إسرائيلية قد زعمت أن القاهرة تستعد للمشاركة مع إسرائيل في عملية عسكرية في اليمن تستهدف جماعة الحوثيين. ووفقًا لما نشرته تلك التقارير، فإن العملية تهدف إلى "تحييد" القدرات الصاروخية للحوثيين التي استهدفت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة. لكن المصدر المصري أكد أن هذه الادعاءات "لا تمت للواقع بصلة" وأن مصر ترفض أي محاولة للزج بها في صراعات إقليمية لا تخدم مصالحها الوطنية أو مصالح المنطقة.
صواريخ الحوثيين تحرق إسرائيل
تزامنت هذه الادعاءات الإسرائيلية مع تصاعد الهجمات الصاروخية التي تنفذها جماعة الحوثيين ضد أهداف إسرائيلية. وقد تسببت هذه الضربات، التي وصفتها تقارير إسرائيلية بـ"القاتلة"، في حالة من الذعر داخل الكيان الصهيوني، خاصة بعد استهداف منشآت استراتيجية ومناطق حساسة.
ورغم محاولات إسرائيل توسيع دائرة المواجهة لتشمل دولاً أخرى، يبدو واضحًا أن القاهرة متمسكة بموقفها الرافض للتورط في صراعات خارج حدودها.
محاولات إسرائيل لتبرير إخفاقاتها
يرى مراقبون أن الادعاءات الإسرائيلية حول مشاركة مصر في عملية عسكرية قد تكون محاولة لتبرير إخفاقاتها أمام صواريخ الحوثيين. فبعد أن باتت الجماعة اليمنية تشكل تهديدًا مباشرًا للكيان الصهيوني، تسعى إسرائيل لحشد دعم إقليمي ودولي لمواجهة هذا الخطر المتصاعد، لكن دون جدوى حتى الآن.
مصر وسياسة النأي بالنفس
تؤكد مصر أن أمنها القومي لا يُدار بناءً على مزاعم إعلامية أو تقارير غير موثوقة، بل عبر استراتيجيات واضحة تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة. وفي ظل تصاعد التوترات الإقليمية، يبقى الموقف المصري داعيًا للحوار والالتزام بالحلول السياسية لإنهاء النزاعات، بما يضمن مصالح شعوب المنطقة ويجنبها المزيد من المعاناة.
تثبت القاهرة مرة أخرى أنها لا تخضع للمزايدات أو الضغوط الإقليمية، وأنها تضع مصلحة شعبها وأمن المنطقة فوق أي اعتبارات أخرى. وبينما يواصل الكيان الصهيوني محاولاته الفاشلة لجر المنطقة إلى مواجهات جديدة، تؤكد مصر أنها ستظل داعمًا للاستقرار والسلام، ورافضة لأي تدخل عسكري قد يفاقم من أزمات المنطقة.