دخلت مجال الرجالة زيي زي أي راجل وأي ست عندها كرامة ماتعريش نفسها علشان الجنيه ، بهذه الكلمات البسيطة عبرت شيماء محمد عيسى، ابنة محافظة الشرقية، عن رحلتها الشاقة للعمل في مجال المعمار، حيث تحمل الطوب وشكاير الأسمنت يوميًا لتُطعم أطفالها بالحلال، وترفض بيع كرامتها أو الاستسلام للحاجة ، قصة شيماء هي رسالة كفاح لكل امرأة تكافح لتربية أطفالها بشرف وكرامة.
بدأت رحلة شيماء بعد تجربة زواج فاشلة في مسقط رأسها بمنيا القمح، حيث قررت خالتها طلاقها من ابنها لعدم إنجابها، و خرجت شيماء من هذه التجربة بلا مأوى أو دعم، لتبدأ فصلًا جديدًا في العبور ، تزوجت مرة ثانية، وأنجبت أطفالها، لكن حياتها لم تخلُ من المشكلات. انتهى الزواج الثاني بالطلاق، لتجد نفسها وحيدة مع أطفالها، متعهدة بألا تعتمد على أحد مجددًا.
وسط ظروف قاسية، التقت شيماء برجل شغّلها في مجال المعمار ، وعملت بكل شجاعة مستخدمة الصاروخ والشواكيش، ورافعة الطوب وشكاير الأسمنت على كتفها، عن هذا العمل، تقول: "الضربة إللي مش بتموت بتقوي، وأنا بعمل كل ده وأنا مبسوطة علشان ماقولش لحد اديني جنيه.
تزوجت الرجل لاحقًا، وقررا العمل معًا، حيث رفضت البقاء في المنزل واختارت الاستمرار في الكفاح لتأمين لقمة العيش ، وتعيش شيماء الآن في شقة خالية من الأثاث تقريبًا، إلا من سرير قديم وتلفزيون متهالك أهداها إياه جارتها ، حلمها بسيط وهو امتلاك شقة خاصة بها وثلاجة تحفظ فيها طعام أطفالها .