رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

تصريحات مثيرة لخامنئي عن سوريا.. هل يهدد بحرب أهلية؟

المصير

الأربعاء, 1 يناير, 2025

11:44 ص


أطلق  المرشد الإيراني علي خامنئي تصريحات مثيرة اليوم  حول الأوضاع في سوريا. حيث قال بالنص وفقا لما نقلته وكالات الأنباء :سوريا ملك لشعبها ومن اعتدى عليها سيدفع الثمن على يد شباب المقاومة. 
أثارت تلك التصريحات  تساؤلات واسعة حول نوايا إيران المستقبلية في المنطقة، خصوصًا مع حديثه عن "الدماء التي أريقت دفاعًا عن المقدسات" وأن سوريا "ملك لشعبها". فهل تحمل هذه التصريحات تهديدًا بعودة إيران لدعم العلويين وبقايا نظام الأسد لمواجهة السلطة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع؟

ماذا وراء تصريحات خامنئي؟

1. الإشارة إلى "الدماء التي أريقت دفاعًا عن المقدسات":
يبدو أن خامنئي يلمح إلى التضحيات التي قدمتها إيران عبر ميليشياتها، مثل حزب الله اللبناني، ولواء فاطميون، وقوات الحرس الثوري، لدعم نظام بشار الأسد. الرسالة هنا هي أن تلك التضحيات لم تكن عبثية، وأن إيران لن تتخلى عن دورها المحوري في سوريا بسهولة.


2. "سوريا ملك لشعبها":
هذه العبارة قد تحمل رسالة مزدوجة:

رسالة تطمينية بأنها لا تسعى لاحتلال سوريا أو فرض وصايتها.

تحذير مبطن بأن الشعب الذي يقصده خامنئي يشمل الطوائف والميليشيات الموالية لإيران، خصوصًا العلويين، مما يشير إلى استعداد إيران لإعادة تموضعها إذا شعرت بأن مصالحها مهددة.

 

3. "المعتدون سيجبرون على التراجع":
يمكن تفسير هذه العبارة كرسالة تهديد موجهة إلى القوى الغربية، خصوصًا الولايات المتحدة، التي أعلنت عبر سفارتها في دمشق عن نيتها تقليص النفوذ الإيراني ودعم السلطة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع.

 

هل تعيد إيران دعم العلويين وفلول النظام؟

مع سقوط نظام بشار الأسد وبروز قيادة جديدة في دمشق، تبدو إيران في موقف صعب. دعم العلويين أو بقايا النظام ليس مستبعدًا، للأسباب التالية:

1. حماية المصالح الإيرانية في سوريا:
سوريا تمثل لإيران محورًا استراتيجيًا يربطها بحزب الله في لبنان، وتضمن لها طريقًا إلى البحر الأبيض المتوسط. لذلك، قد تسعى إيران لإعادة تأهيل بقايا النظام أو تشكيل ميليشيات جديدة لدعم العلويين، بهدف الحفاظ على نفوذها.


2. التصعيد ضد التحالف الدولي:
تصريحات المسؤول الإيراني غلام رضا سنائي‌ راد عن سقوط نظام الأسد وعدم تفسيره كـ"فشل"، تعكس رغبة إيران في تحويل هذا التغير إلى فرصة لإعادة ترتيب أوراقها ودعم حلفائها بشكل غير مباشر.


3. إثارة التوترات الطائفية:
إذا شعرت إيران بأن السلطة الجديدة بقيادة أحمد الشرع قد تُقصي النفوذ الإيراني، فقد تلجأ إلى تأجيج الانقسامات الطائفية في سوريا لإضعاف القيادة الجديدة وضمان بقائها لاعبًا رئيسيًا في المشهد السياسي.

هل تهدد تصريحات خامنئي بحرب أهلية جديدة؟

عودة إيران لدعم العلويين أو فلول النظام قد تؤدي إلى الآتي:

1. تعميق الانقسامات:
التركيز على الطائفية سيعيد إشعال التوترات بين مكونات الشعب السوري، مما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهات جديدة.


2. إطالة أمد الصراع:


دعم إيران لأي ميليشيات معارضة للسلطة الجديدة سيضعف الاستقرار، ما قد يدفع البلاد إلى دائرة جديدة من الحرب الأهلية.


3. تأجيج صراعات إقليمية:


التحركات الإيرانية ستواجه بلا شك بردود فعل من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وربما تركيا ودول الخليج، مما قد يحول سوريا إلى ساحة صراع إقليمي جديد.

 

تصريحات خامنئي تبدو كتحذير واضح من أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التحولات السياسية في سوريا. مستقبل سوريا قد يشهد مرحلة معقدة، خصوصًا إذا قررت إيران إعادة دعم حلفائها القدامى وفلول النظام السابق. فهل تتحول هذه التصريحات إلى خطوات عملية تؤجج حربًا أهلية جديدة؟