أو كلثوم
تحل اليوم ذكرى ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم، رمز الفن الأصيل وسيدة الطرب التي تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ الغناء العربي. وبين صفحات حياتها ومسيرتها الفنية، هناك العديد من الأسرار والمحطات المميزة التي صنعت أسطورتها.
النشأة والبدايات
ولدت أم كلثوم عام 1898 في قرية طماي الزهايرة التابعة لمحافظة الدقهلية لأسرة بسيطة، وكانت بداياتها مع ترتيل القرآن الكريم، حيث تعلمت أصول التجويد من والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي.
اكتشف والدها موهبتها عندما كانت تغني في المناسبات الدينية، وقرر اصطحابها إلى القاهرة عام 1922، لتبدأ رحلتها نحو الشهرة.
أولى خطوات المجد
غنت أم كلثوم لأول مرة على خشبة مسرح رمسيس وحديقة الأزبكية، ولفتت الأنظار بموهبتها الفريدة.
وأصدرت أول أسطوانة لها بعنوان «وحقك أنت المنى والطلب»، والتي حققت نجاحًا كبيرًا وجعلت اسمها يتردد في الوسط الفني.
علاقات فنية غيّرت حياتها
كان لقاؤها بالشاعر أحمد رامي نقطة تحول كبيرة، حيث كتب لها حوالي 137 أغنية كانت من أروع ما قدمت.
ومن بعده تعاونت مع الموسيقار محمد القصبجي الذي قدم لها ألحانًا غنية ومبتكرة دفعت بمسيرتها إلى الأمام.
ولاحقًا، تعاونت مع عمالقة الموسيقى مثل رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب، ما جعل أغانيها تحفة فنية خالدة.
حياتها الشخصية وأسرارها
رغم شهرتها الواسعة، حرصت أم كلثوم على إخفاء تفاصيل حياتها الشخصية، لكنها عُرفت بكونها امرأة قوية الشخصية ودقيقة في إدارة أعمالها.
ولم تُنجب أم كلثوم أطفالًا، لكنها كانت تُعامل جمهورها كعائلتها الكبيرة، وكانت تهتم بكل تفاصيل حفلاتها لضمان تقديم الأفضل.
عُرفت بشغفها الكبير بالسفر والتسوق، وكان لها ذوق راقٍ في اختيار ملابسها ومجوهراتها.
رصيد سينمائي بجانب الغناء
خاضت أم كلثوم تجربة التمثيل السينمائي، وشاركت في 6 أفلام من إنتاجها، أبرزها: وداد، نشيد الأمل، سلامة، فاطمة، دنانير.
وقد ركزت هذه الأفلام على القصص الرومانسية التي تتماشى مع روح أغانيها.
ولا تزال أغاني أم كلثوم مصدر إلهام للملايين، حيث يصفها النقاد بأنها "المدرسة الموسيقية التي لا تُنسى".
وقد تركت أم كلثوم إرثًا فنيًا يضم عشرات الأغاني التي تتسم بالكلمات العميقة والألحان المبهرة، مثل: أنت عمري، الأطلال، هذه ليلتي، الحب كده.