في ذكرى رحيل الفنان يوسف فخر الدين، الذي غادر عالمنا في 27 ديسمبر 2002، نستعرض بعض الحكايات والأسرار التي ميزت مسيرته الفنية وحياته الشخصية، والتي ظلت محفورة في ذاكرة عشاق السينما المصرية.
ولد يوسف فخر الدين في 15 يناير 1935 في حي مصر الجديدة بالقاهرة، لأب مصري وأم مجرية. ينتمي إلى أسرة فنية، حيث كان شقيقًا للفنانة الكبيرة مريم فخر الدين التي لعبت دورًا كبيرًا في اكتشاف موهبته ودعمه في بداية مشواره الفني.
حصل يوسف على شهادة الثانوية العامة عام 1955، لكنه لم يستكمل تعليمه الجامعي، إذ توقف عن الدراسة في العام الثاني. اكتشفته شقيقته مريم فخر الدين، وقدم أول أدواره السينمائية معها في فيلم "رحلة غرامية" عام 1957. منذ ذلك الوقت ، لفت الأنظار بوسامته وأدائه العفوي، ليصبح أحد أبرز نجوم فترة الخمسينيات والستينيات، حيث تألق في أدوار الفتى الوسيم والشاب الرومانسي.
قدم يوسف العديد من الأعمال السينمائية التي حققت نجاحًا كبيرًا، منها أفلام مثل "الأيدي الناعمة"، و"صراع الجبابرة"، و"عائلة زيزي". تميزت أدواره بخفة الظل والرومانسية، ما جعله رمزًا لجيل الشباب في عصره.
عاش يوسف فخر الدين حياة مليئة بالتقلبات، خاصة بعد وفاة زوجته الأولى، الفنانة نادية سيف النصر، التي لقيت حتفها في حادث سير. شكلت هذه الحادثة صدمة كبيرة له وأدت إلى دخوله في حالة اكتئاب شديدة، جعلته يبتعد عن الأضواء ويقرر السفر خارج البلاد. استقر في اليونان، حيث عمل في مجال الأعمال التجارية وتزوج من سيدة يونانية.
ظل يوسف بعيدًا عن الساحة الفنية والحياة العامة، ولم يعد إلى مصر إلا في زيارة خاطفة للاطمئنان على صحة شقيقته مريم فخر الدين. هذا الابتعاد زاد من الغموض حول حياته وأسبابه.
توفي يوسف فخر الدين في مثل هذا اليوم، 27 ديسمبر 2002، عن عمر ناهز 67 عامًا، وتم دفنه في العاصمة اليونانية أثينا. رغم رحيله، لا تزال أعماله السينمائية خالدة في ذاكرة الجمهور، تذكرنا بوسامته وأدواره التي شكلت جزءًا مهمًا من تاريخ السينما المصرية.