في تطور مفاجئ على الساحة السورية، أفادت وسائل إعلام سورية بأن الجيش الإسرائيلي تقدم باتجاه قرية "المعلقة" في ريف دمشق، قاطعًا الطريق بين هذه القرية وبلدة صيدا في الجولان. يأتي هذا التقدم الإسرائيلي وسط حالة من الفوضى العارمة التي تعصف بسوريا، بعد هروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا، وفرار قادة الجيش السوري، وتفكك مؤسسات الدولة بالكامل.
فراغ أمني وسياسي كامل
مع انهيار النظام السوري، أصبحت سوريا مسرحًا مفتوحًا للقوى الإقليمية والدولية. الفصائل المسلحة تمكنت من السيطرة على دمشق ومعظم الأراضي السورية، في وقت استغلت فيه إسرائيل هذه الفوضى لتنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية الواسعة التي دمرت فيها معظم أسلحة الجيش السوري، بما في ذلك الطائرات الحربية والدبابات ومخازن الأسلحة الاستراتيجية.
إسرائيل تستغل الفرصة
تقدم إسرائيل نحو ريف دمشق يشير إلى استراتيجية جديدة تهدف إلى توسيع نفوذها في المنطقة، مستغلة الغياب الكامل لأي جيش نظامي في سوريا.
التوقيت الحاسم: يأتي التحرك الإسرائيلي في وقت تعاني فيه سوريا من فراغ سياسي وعسكري غير مسبوق.
التدمير الممنهج: خلال الأيام الماضية، استهدفت إسرائيل المواقع العسكرية السورية المتبقية، مما أدى إلى تدمير شامل للبنية التحتية العسكرية.
هل تسعى إسرائيل إلى احتلال سوريا بالكامل؟
في ظل هذا التصعيد الإسرائيلي، تبرز تساؤلات جدية حول نوايا تل أبيب، وهل تسعى إلى احتلال سوريا بالكامل؟
أسباب تدعم نظرية الاحتلال الكامل لسوريا
1. تفكك الدولة السورية:
انهيار النظام وهروب قادته جعل سوريا دولة بلا جيش أو مؤسسات. هذا الوضع يفتح الباب أمام إسرائيل لفرض سيطرتها على الأراضي السورية دون مقاومة تُذكر.
2. المصالح الاستراتيجية:
سوريا تمثل جبهة استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، والسيطرة عليها بالكامل قد تحقق لإسرائيل أهدافًا أمنية واقتصادية، بما في ذلك تأمين حدودها الشمالية ومنع أي تهديد مستقبلي من الفصائل المسلحة.
3. ضعف الموقف الدولي:
المجتمع الدولي يبدو عاجزًا أو غير مهتم بالتدخل لحماية سوريا، في ظل انشغال القوى الكبرى بأزماتها الداخلية.
أسباب تعارض الفرضية
1. المقاومة الشعبية والفصائل المسلحة:
رغم انهيار الجيش النظامي، تسيطر الفصائل المسلحة على أجزاء واسعة من سوريا، وقد تواجه إسرائيل بمقاومة شرسة إذا حاولت التوسع بشكل أكبر.
2. التعقيد اللوجستي:
السيطرة على دولة بحجم سوريا تحتاج إلى موارد عسكرية وبشرية ضخمة، وقد تجد إسرائيل نفسها غارقة في صراع طويل الأمد.
3. الموقف الروسي والإيراني:
رغم هروب الأسد، تظل روسيا وإيران صاحبتَي مصالح كبيرة في سوريا، ومن غير المتوقع أن تسمحا لإسرائيل بفرض سيطرة مطلقة على البلاد دون رد فعل.
سيناريوهات المستقبل
1. الاحتلال الجزئي:
قد تكتفي إسرائيل بالسيطرة على المناطق الحدودية الاستراتيجية في الجنوب السوري، لضمان أمنها المباشر.
2. استمرار الغارات المكثفة:
من المتوقع أن تواصل إسرائيل استهداف البنية التحتية لأي قوى معادية داخل سوريا، دون التورط في احتلال شامل.
3. الفوضى الممتدة:
قد تظل سوريا في حالة من الفوضى والانقسام، مع تنازع القوى المحلية والدولية على النفوذ فيها.
التقدم الإسرائيلي في ريف دمشق يعكس مرحلة جديدة وخطيرة من الصراع في المنطقة. وبينما تستغل تل أبيب انهيار الدولة السورية لتوسيع نفوذها، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستكتفي إسرائيل بتدمير سوريا عسكريًا والسيطرة على المناطق الاستراتيجية، أم أن طموحاتها ستصل إلى احتلال سوريا بالكامل؟ الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الأحداث