رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

إسرائيل تستغل سقوط بشار الأسد وتحتل أراضي جديدة في سوريا.. هل يدخل نتنياهو دمشق؟

المصير

الأحد, 8 ديسمبر, 2024

06:43 م

في تطور خطير ومثير للجدل، استغلت إسرائيل سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد لتوسيع نفوذها العسكري داخل الأراضي السورية. التقارير الواردة من وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية تشير إلى تحركات واسعة للقوات الإسرائيلية في جنوب سوريا، مع احتلال مواقع استراتيجية وإصدار تحذيرات مباشرة للسكان. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يتوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي عند حدود الجولان، أم أن بنيامين نتنياهو يخطط لدخول دمشق؟


توغل عسكري غير مسبوق

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن القوات الإسرائيلية توغلت بعمق 14 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، مستغلة الفراغ الأمني الناتج عن سقوط نظام الأسد. قناة "القاهرة الإخبارية" أكدت هذا التوغل، بينما أشارت صحيفة "معاريف" إلى أن الجيش الإسرائيلي سيطر على موقع جبل الشيخ العسكري، الذي يُعد أحد أهم المواقع الاستراتيجية في المنطقة، بعد انسحاب قوات النظام السوري.

انهيار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن بشكل صريح أن اتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974 مع سوريا قد انهار. وقال في تصريحاته: "الجنود السوريون تخلوا عن مواقعهم، وأمرت الجيش بالسيطرة على المنطقة العازلة ومواقع القيادة المجاورة لها". وأضاف نتنياهو: "سقوط الأسد هو يوم تاريخي في الشرق الأوسط، ويمثل انهيار الحلقة المركزية في محور الشر بقيادة إيران".

إنشاء منطقة عازلة وقصف مواقع في دمشق

لم تتوقف التحركات الإسرائيلية عند التوغل البري؛ فقد قامت القوات الإسرائيلية بقصف مركز البحوث العلمية في دمشق، وأعلنت نيتها إنشاء منطقة عازلة في منطقة جبل الشيخ السورية. هذا القصف يعكس نية إسرائيل في تأمين حدودها من أي تهديدات محتملة، خاصة مع تزايد نفوذ الفصائل المسلحة وسيطرتها على العاصمة.

تحذيرات للسكان المحليين

في خطوة لافتة، وجه الجيش الإسرائيلي تحذيرًا عاجلًا إلى السكان في جنوب سوريا، طالبًا منهم البقاء في منازلهم وعدم الخروج حتى إشعار آخر. التحذير شمل القرى والبلدات في محافظة القنيطرة، مثل أوفانية، القنيطرة، الحميدية، الصمدانية الغربية، والقحطانية. كما أفادت مصادر محلية بدخول دوريات إسرائيلية إلى مدينة خان أرنبة، مركز محافظة القنيطرة، حيث أطلقت النار على أحد الشبان، ما أدى إلى مقتله.

هل تدخل إسرائيل دمشق؟ 

مع التوسع السريع للجيش الإسرائيلي في جنوب سوريا، يثار تساؤل كبير حول نوايا إسرائيل. هل تسعى فقط لتأمين المنطقة الحدودية وإنشاء منطقة عازلة، أم أن بنيامين نتنياهو يطمح لتحقيق مكاسب أكبر بالسيطرة على دمشق؟

التوغل الإسرائيلي الحالي يشير إلى أن تل أبيب ترى في سقوط الأسد فرصة ذهبية لتحقيق أهداف استراتيجية طويلة الأمد، تشمل قطع خطوط الإمداد بين إيران وحزب الله، وضمان عدم تشكيل أي تهديد من الفصائل المسلحة المتنافسة.


سقوط نظام بشار الأسد فتح الباب أمام فصول جديدة من الصراع في سوريا. التوغل الإسرائيلي يضع المنطقة أمام احتمال مواجهة مفتوحة، بينما تسعى إسرائيل لتحقيق أقصى استفادة من الفراغ السياسي والعسكري في سوريا. هل سيقف نتنياهو عند حدود المنطقة العازلة، أم أن طموحاته قد تدفعه إلى دخول دمشق؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ملامح المرحلة المقبلة.