خراب غزة
في مشهد يُجسد أقصى درجات المعاناة والظلم، يبحث الفلسطينيون في مواصي خان يونس، جنوب قطاع غزة، بين الركام والرماد عن أي أثر لحياتهم السابقة، وسط خيام محترقة وأغراض متناثرة، بعدما حوّلت الغارات الإسرائيلية المنطقة إلى جحيم بلا سابق إنذار. المكان الذي ادّعى الاحتلال أنه "منطقة آمنة" أضحى شاهدًا على مأساة إنسانية تهزّ الضمير العالمي.
الهجوم على منطقة مكتظة بالنازحين
شهود عيان أكدوا أن جيش الاحتلال استخدم قنابل ومقذوفات حارقة في منطقة تعجّ بمئات الآلاف من النازحين، الذين سبق أن أجبروا على مغادرة منازلهم في كافة أنحاء القطاع. الغارات تزامنت مع توغل بري للدبابات في الأجزاء الشمالية من خان يونس، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، في استمرار لجريمة الإبادة الجماعية بحق سكان غزة.
خان يونس.. مدينة لا تعرفها ملامحها الآن
خان يونس، التي تُعد ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة، فقدت كل ملامحها. الاحتلال دمّر مئات المباني، وجرف الشوارع، وأحرق المدارس، بل وحاصر المستشفيات، تاركًا المدينة كأنها أرض أشباح غير صالحة للحياة.
إبادة جماعية تحت غطاء الصمت الدولي
القصف استهدف المنطقة دون أي تحذيرات مسبقة، وهو ما وصفه خبراء دوليون بعمل يرقى إلى جريمة حرب. الاستهداف المتعمد للنازحين يعكس نهجًا وحشيًا غير مسبوق، يستهدف كسر صمود الفلسطينيين وتجريدهم من أبسط مقومات الحياة.
الناجون: قصص من تحت الرماد
رغم الدمار، يواصل الناجون البحث عن بقايا أمل بين الركام. مشاهد مؤلمة تُظهر أطفالًا يبحثون عن ألعابهم المحطمة، وأمهات يحاولن العثور على أي شيء يسد رمق أطفالهن، وسط انقطاع شامل للمياه والطعام والرعاية الطبية.
نداءات إنسانية عاجلة
مع تصاعد المأساة، تتزايد دعوات المنظمات الحقوقية والإنسانية لإيقاف العدوان فورًا، وفتح ممرات آمنة للمدنيين، وتقديم المساعدات العاجلة لمنطقة خان يونس وسكانها، الذين يعيشون كارثة إنسانية بكل المقاييس.