في خطاب مؤثر، أعلن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن الحزب مر بأصعب اللحظات في تاريخه، واصفًا الأزمات التي عصفت بلبنان خلال الحرب الأخيرة بأنها غير مسبوقة. وأشار إلى أن أكثر من 250 ألف عائلة اضطرت لترك منازلها في الجنوب والبقاع والضاحية نتيجة القصف المكثف والدمار الشامل الذي طال هذه المناطق.
أكد قاسم أن حزب الله ملتزم بإجراء تقييم شامل للأزمات والحرب التي مرت بها البلاد، مشددًا على أهمية الاستفادة من الدروس والعبر لضمان مستقبل أفضل. وأضاف أن الأزمة الإنسانية التي شهدها لبنان بسبب النزوح الجماعي تُعد الأولى من نوعها، مما فرض تحديات هائلة على الحزب والدولة.
المساعدات المالية والتزامات الإعمار
أعلن قاسم عن تخصيص هدية مالية بقيمة تتراوح بين 300 و400 دولار مقدمة من حزب الله والشعب الإيراني، ستُوزع على نحو 233,500 عائلة متضررة. وأكد أن الحزب لن يرضى بأن يعيش أهله نازحين، مشيرًا إلى أن مرحلة الإعمار تمثل وعدًا والتزامًا لا رجعة فيه.
تعويض أصحاب المنازل المدمرة
وأشار قاسم إلى أن إيران قدمت دعمًا ماليًا مباشرًا لصالح الإيواء، حيث سيتم صرف 14 ألف دولار لكل صاحب منزل تهدم بالكامل في بيروت والضاحية الجنوبية، و12 ألف دولار للمنازل خارج بيروت. وأكد أن هذه الخطوة تعكس التزام إيران بدعم المقاومة وأهاليها، في وقت تعد فيه إعادة الإعمار مسؤولية مشتركة بين الحكومة وحزب الله.
الدعم الإيراني ودوره في إعادة البناء
تلعب إيران دورًا محوريًا في دعم لبنان خلال أزماته المتلاحقة، حيث خصصت المبالغ المذكورة لدعم أصحاب المنازل المدمرة. وأشار قاسم إلى أن هذا الدعم يُظهر عمق العلاقة بين الشعبين اللبناني والإيراني، ويعكس التزام إيران بمساندة الشعب اللبناني في أصعب الظروف.
مسؤولية الحكومة ودور حزب الله
أكد قاسم أن متابعة أعمال الإعمار تقع على عاتق الحكومة اللبنانية، لكنه شدد على أن حزب الله سيقف إلى جانب الحكومة في كل خطوة لضمان إعادة بناء ما تهدم. وأضاف أن هذه المرحلة تتطلب تضافر الجهود لتجاوز التحديات الاقتصادية والإنسانية التي فرضتها الحرب.
خطاب الأمين العام لحزب الله يعكس حجم التحديات التي تواجه لبنان، لكنه يعبر أيضًا عن التزام الحزب وإيران بدعم الشعب اللبناني في إعادة بناء ما تهدم. في ظل هذه الظروف الصعبة، يبقى الأمل في تجاوز هذه الأزمات، وتحقيق مستقبل أفضل لأبناء الوطن.